الثلاثاء، نوفمبر 12، 2013

الضاحك الباكي

 تنويه هام: منقول من ارشيف الاهرام - كافة حقوق النشر محفوظة لوكالة الاهرام

الصفحة الأولى

41884السنة 126-العدد2001اغسطس919 من جمادى الأولى 1422 هـالخميس

قصة الكاريكاتير.. في الأهرام


كتب : عبدالعظيم الباسل
 
صلاح جاهين
صلاح جاهين أول من نشر له الأهرام رسوما كاريكاتيرية..
حتي نهاية العقد السادس من القرن الماضي لم تكن بالأهرام مساحة تفردها للكاريكتير ولم تعرف رسوم الكاريكاتير ــ أيضا ــ طريقها للأهرام.
ولكن مع مطلع العقد السابع من نفس القرن وتحديدا في مارس1962 نشر الأهرام خبرا بصفحته الأولي تحت عنوان صلاح جاهين ينضم الي أسرة الأهرام.

وجاء بتفاصيل الخبر أن الأهرم سيبدأ في تقديم خدمة جديدة للقاريء بالرسم الكاريكاتوري الذي سيأخذ دوره علي صفحات الأهرام الي جانب الخبر والصورة والمقال مع انضمام رسام الكاريكاتير الشهير صلاح جاهين الي أسرة الاهرام..
فكيف أسس مدرسة الأهرام الكاريكاتورية؟ وماذا عن مستقبل هذه المدرسة الآن؟

بدأ صلاح جاهين حياته موظفا بالارشيف في مجلة صباح الخير عام1956. وخلال تلك الفترة كان المرحوم الأستاذ أحمد بهاء الدين رئيسا لتحريرها وعمره لا يتجاوز التاسعة والعشرين.
وعندما طلبت السيدة فاطمة اليوسف صاحبة المجلة من رئيس التحرير تطويرها كلف سكرتير التحرير الفنان الراحل عبدالغني أبوالعينين باعداد ماكيتات جديدة وتغيير خطوطها ورسومها القديمة.

وطلب سكرتير التحرير من الموظف صلاح جاهين مساعدته في وقت فراغه في رسم بعض الصفحات واعداد مساحات وخطوط الأبواب لما عرف عن صلاح جاهين من حبه للرسم ودقته في تحديد الخطوط.

المفاجأة
إيش تجار العملة ظهرو تانى أهم
وكانت المفاجأة أمام سكرتير التحرير عندما أعد صلاح جاهين جزءا من ماكيت المجلة وخاصة المساحة المخصصة لرسوم الكاريكاتير وسلمها لسكرتير التحرير وبكل مساحة نكتة مرسومة.
ومن يومها نقل صلاح جاهين بأمر أحمد بهاء الدين من الأرشيف الي قسم الرسم بمجلة صباح الخير ليعمل الي جانب رساميها المشهورين.. الي جانب عبدالسميع وزكي ولحق بهما عام1957 أحمد حجازي.

ومنذ ذلك الوقت نشأت العلاقة بين المرحومين أحمد بهاء الدين وصلاح جاهين وتعمقت جذورها الي حد أن أطلق صلاح جاهين اسم بهاء علي ابنه وهو الشاعر بهاء جاهين.
وفي عام1961 عندما ذاع اسم صلاح جاهين في عالم الكاريكاتير خاصة بعد بابه في صباح الخير الذي كان يرسمه بالريشة والقلم علي صفحتين كل خميس تحت عنوان وجع دماغ دولي أنتقل صلاح جاهين للأهرام في أوائل عام1962 ليخوض أكبر المعارك السياسية والاجتماعية علي صفحات الاهرام التي أفردت له مساحة ثابتة وكبيرة يطل من خلالها كل صباح علي ملايين القراء ليضع الابتسامة علي شفاههم.
وعلي مدي سنوات طويلة كان صلاح جاهين خلال عمله بالاهرام المعبر اليومي عن مشاكل ومشاعر ملايين القراء الذين ربطهم بالجريدة وأصبح أحد معالمها الرئيسية.

جاهين في الأهرام
أربعين الأمم المتحدة ياحول الله ما عرفيتش غير دلوقتى
وظلت روح صلاح جاهين مشتعلة في الأهرام بتدفق وبدون خوف رسما وكتابة وشعرا ــ كما يقول الفنان جمعة فرحات رسام الكاريكاتير المعروف ــ وكان دائما معبرا عن الرؤية الواعية والنظرة الثاقبة لما وراء الأحداث.
وصلاح جاهين لم يكن مجرد رسام خفيف الظل وانما كان المبدع الواعي بهموم مجتمعه وعصره, ويسجل تاريخ الكاريكاتير المصري لصلاح جاهين انه خاض أكبر معركتين لهذا الفن بعد الثورة وهما ــ معركته ضد مناهضي عمل المرأة في بداية الستينات ومعركته ضد وزير العدل والمدعي الاشتراكي والتي انتهت بانتصاره وفصل المنصبين الخطيرين عن بعضهما.

واذا كان صلاح جاهين بعد نكسة1967 قد اختلف عنه قبلها ــ كما يقول جمعة فرحات ــ فانه رغم كل شيء قد تجاوزز المحنة واستمر معبرا عن روح مصر في كل معاركها, ولم تتخلف ريشته عن طابور المبدعين اللذين شدوا من أزر الأمة حتي تجاوزت محنتها بانتصار اكتوبر عام1973.
وحتي عندمادخل صلاح جاهين في صراعه مع المرض لم يستسلم وظل يقاوم حتي آخر لحظة دون أن يلقي بريشته التي كانت ترسم الابتسامة المشبعة بالمرارة أحيانا.. وقبل أن يطول غيابه جاء بزميله السابق في صباح الخير الرسام الكبير ناجي كامل ليرسم مكانه بالأهرام في الفترات التي كان يتغيب فيها بسبب مرضه الذي لازمه طويلا حتي كانت وفاته في21 أبريل عام1986.

من روز اليوسف للأهرام
شوفتى جبت ايه من معرض الكتاب
قبل أي يجيء بي الي الاهرام وقبل أن يأتي هو.. كان صلاح جاهين وسيظل هو أول من طور فكر المدرسة الكاريكاتورية بان جعل للرسم دوره المؤثر الي جانب التعليق ان لم يكن أهم منه أحيانا بعد أن كان فهم النكتة يعتمد علي التعليق.
هكذا قال الرسام الكبير ناجي كامل عن صلاح جاهين.

وأضاف ناجي كامل: كانت لصلاح جاهين روح ساخرة لم يتمتع بها أحد الي جانب ابداعه في هذا الفن وتوجيهاته التي دفعتنا جميعا للتفكير في الكاريكاتير الاجتماعي والسياسي فأصبح لكل منا طريقته في التفكير الي جانب انه كان من أوائل الرواد في هذا الفن الذين رسموا تعبير الوجه بالريشة, وحتي لوكان علي مساحة صغيرة فبدت صورة الوجه بطبيعتها ليدرك القاريء هذا التعبير لوجه سعيد أم تعيس أم مقهور أم حزين.
وأدين له بالتلمذة في هذه الفكرة وأفكار كثيرة غيرها زرعها داخلنا صلاح جاهين في روز اليوسف وأكد عليها في الأهرام.

وقبل وفاته خلال سنوات مرضه ظلت مدرسة الكاريكاتير في الأهرام التي وضع ملامحها تواصل العطاء والازدهار خاصة بعد انضمام الفنان ماهر داود اليها في فبراير1978 والرسام ناجي كامل في20 يونيو1980 ولحق بهما الفنان الشاب فرج حسن لينضم الي أسرة الكاريكاتير بالأهرام منذ نوفمبر1984 لتصبح تلك الأسرة التي بدأت برسام واحد هو الفنان صلاح جاهين وتفرعت لعدد كبير من الأبناء منهم سعد الدين ونبيل تاج وجمعة فرحات وفتحي أبوا العز.
*. واليوم ونحن نحتفل بمرور125 عاما علي صدور الأهرام الذي أصبحت صفحاته تتسع لفنون الكاريكاتير بعد أن أضحي عنوانا لحرية الرأي في مختلف صحف العالم كما أصبح صلاح جاهين عنوانا لفن الكاريكاتير بالاهرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق