من يومين كنت قاعد مع شلة اصحاب عالقهوة و شغالين شاي و شيشة و سحلب و بنتكلم في كل موضوع هايف ممكن اتفه عقل بشري يتخيله ابتداء من الوان العربيات الجديدة لحد تقسيمة جسم كيم كاردشيان. شوية و كدة و قعد جنبنا راجل كبير قوي في السن تقولشي عنده ١٠٠ سنة بصينا عليه و اتغيرت سكة الكلام ... الكل قعد يفكر يا تري يجي علينا يوم و نعجز قوي كدة و لو حصل حيبقي حالنا ايه؟؟؟ شكله الراجل فهم الحوار او يمكن بان علينا قوي التفكير العميق و الكلام الجد عكس الهبل اللي شغالين هري فيه من بدري.... مرة واحدة قام و جه ناحيتنا و سحب كرسي و قعد....
- اعرفكم بنفسي انا جورج ارويل ....
- ارويل مين؟؟؟
- بتاع مزرعة الحيوانات...
- حيوانات مين؟؟؟
- طب بتاع ١٩٨٤...
- ١٩٨٤ مين؟؟؟
- نهاركم كوبية انتم ماحيين خالص اوي كدة!!!
- هاهاهاها .... انت بتشتغلنا يا عم انت؟؟ جورج ارويل مات من زماااااااان...
- لا ممُتش ولا حاجة ... انا كنت مستخبي مالحكومة طول السنين اللي فاتت دي ... وطفشان و مستخبي في مصر لأن اللي كتبته معجبش حكام كتير.... كل حاكم من دول علي راسه بطحة يحسس عليها و يقولك ارويل فضحني...
- طب مهو في مصر برضه ممكن يشدوك ما الحدوتة تنطبق علينا هنا....
- ممكن بس مش ممكن.... شعب غير مثقف و حاكم عارف ان شعبه مش مثقف فمش خايف من انه يقرا و لو قرا مش حيفهم و لو فهم مش حيعمل حاجة...
- يا ابن اللذينة...!!! مين يفكر ان جورج ارويل بذات نفسييه هنا في مصر...
- سيبك مني.... انتم مالكم بتهروا و تهلسوا و بعدين تكتئبوا... في ايه؟؟ مالكم ؟؟؟؟
- يعني انت مش شايف الحال؟
- ما قولنالكم ده اللي حيحصل!! و قولنالكم ان ده اللي بيحصل... انتم ما قريتوش حواديتي القديمة؟؟؟ ما هي نفس الحواديت بس بناس جديدة...
الراجل شافنا متنحين و مخنا مش جايب اللي هو بيقوله....
- خلاص خللوني احكيلكم القصة الاخيرة بتاعتي.... و يمكن تفهموا...
- احكي يا شهرازاد ... (لا مؤاخذة الأفية تحكم)
المهم انه ابتدي يحكيلنا عن روايته الجديدة المستوحاة من الاحداث.... اللي جاي كله منقول كلمة كلمة كما حكاها عمنا ارويل... اسمها ايه بقي الرواية دي:
أحا... العودة الي المزرعة
(هي اسمها كدة انا مزودتش حاجة من عندي)
صلوا عالنبي.... ما تصلوا عالنبي...
قولوا الف صلاة وسلام عليك يا نبي... نحكي و نكمل الحكاية... مين فاكر خلصنا الجزء الاول بتاع مزرعة الحيوانات علي ايه؟ ها مين فاكر... ؟ عادي محدش فاكر حاجة... كالعادة يا مصريين... ذاكرة اختيارية و قصيرة المدي... تفتكروا اللي علي مزاجكم و اللي مش... بتنسوه... و كبيركم يومين ورا ... اكتر من كدة أحبوش و مفتكروش (اه ارويل قال أحبوش - انتم كنتم معانا، لأ ... يبقي قال، هه) ولا اي اندهاشة...مش مهم افكركم انا (ارويل برضه اللي بيقول)...
خلصنا الحدوتة الاولانية علي ان الحيوانات اتحدت و شدت حيلها و طردت الخنزير الديكتاتور و الحاشية الخنازيرية برة المزرعة... ها افتكرتم؟ كويس... يا تري خدتشوا بالكم (اه قال خدتشوا - القعاد في مصر بوظ الانجليزي بتاع الراجل انا مالي - ركزوا في أم الحدوتة بقي) حد خد باله ان في بعض الحيوانات اللي كانت بتهلل للخنازير فضلت و ماطردتش ولا هربت ؟!... لا و غيرت كلامها و مواقفها و نزلت شتيمة في الخنازير (يمكن ما قريتوش الشتيمة لأن الرقابة الله يجازيها شالتها من سياق الحدوتة، بس كان في شتيمة صدقوني ) و بقت نصيرة الحرية و شديدة العداوة للخنازير... و يا تري اخدتشوا بالكم ان الخنازير كان عندها الحراسة بتاعتها و دول برضه فضلوا و لكن استخبوا وسط الحيوانات و اتداروا في الزحمة... و الحيوانات عاشت و فاكرة انها خلصت من الظلم و من الفاشية الخنزيرية بعد ما خلصت اول مرة من الفاشية البني ادمية و قالوا خلاص كدة مفيش شر فاضل و احنا مع بعضتشينا نبني المزرعة و نعيش في سعادة و تبات و نخلف حيوانات زغنوتات يستمتعوا بنتاج ثوراتنا علي الظلم و يستمتعوا بالحرية اللي حاربنا مرتين علشانها.... مرة ضد الانسان الظالم الفاسد اللي خرب المزرعة و مرض الحيوانات وذلها و المرة التانية ضد الفاشية الخنازيرية اللي استحوذت علي خير المزرعة و استفردت بكل حاجة للخنازير و باقي الحيوانات في الطراوة.
اللي مخدوش بالهم منه ان المطبلاتية اياهم اللي ينطبق عليهم المثل الانجليزي القديم اللي بيقول: "بتوع معاهم معاهم عليهم عليهم" فضلوا يزنوا علي ودان الحيوانات ' اوعوا الخنازير عايزة ترجع' ... 'الخنازير لها خلايا نايمة في المزرعة و بتخطط للرجوع'.... 'الحق حللق حوش الخنازير بتحوم حول المزرعة'. المهم بعض الحيوانات قلقت و خافت ففكروا يختاروا منهم حيوان قوي يحكم المزرعة و يحميهم. و فعلا دوروا و ملاقوش غير الثور... اه الثور امال افتكرتم ايه؟ اه...الع.. لا يا كابتشن انت هو مفيش نوع حيوان كدة... دي صفة مكتسبة و في بعض الاحيان اسلوب حياة. ما علينا نكمل ام الحدوتة بقي....
المهم بعض الحيوانات اختاروا الثور علي اساس انه قوي و بقرون و يقدر يحميهم من الخنازير لو حاولوا يرجعوا.... بقية الحيوانات حاولت تفهمهم ان الثور ده فيه كذا عيب، اهمهم:
١- كان شغال مع البني ادمين و عمره ما زمزأ وفتح بقه و بعد كدة اشتغل في حماية الخنازير لحسن البني ادمين يفكروا يرجعوا المزرعة تاني
٢- خبيث و خنيس و لئيم و مالوش امان باع الخنازير و حلقلهم اول ما حس ان الحيوانات قلبت عليهم
مؤيدي الثور يردوا يقولوا:
١- ده هو اقوي حيوان في المزرعة و باقي الثيران معاه و متخالفلوش كلمة و زي ما الخنازير اعتمدت عليه لحماية المزرعة ضد البني ادمين احنا كمان بقي حنخليه يحمينا من الخنازير
٢- هو باع الخنازير اااه علشان هما ظلمة و فاشيين و هو مع الحق.... معانا احنا حيوانات المزرعة الشرفاء
و بعدين بقي ده كل الفراخ بتحبه و مصدقاه و انتم عارفين حاسة الفرخة لا يمكن تخيب ابداً...
المهم ان الحيوانات شبه انقسموا... مجموعة اطلقت علي نفسها 'الحيوانات الشرفاء' مؤيدة و مطالبة بحكم الثور و المجموعة الثانية اللي المجموعة الاولانية اطلقت عليهم 'الحيوانات اللي حيخربوها' و نسيوا انهم كلهم حيوانات مزرعة واحدة و حظيرة واحدة و اللي حيسري علي اصغر كتكوت فيهم حيسري علي اكبر ديك منهم و لكن دي طبيعة الحيوانات و خصوصا اللي اتظلمت كتير... و اخطر انواع الظلم هو تعمد انهم يفضلوا جاهلين و عايشين عيشة الحيوان... ده اللي البني ادم عمله فيهم و هو نفسه اللي الخنازير حافظت عليه.... لأن الحيوان الجاهل هو حيوان خايف علي طول و اللي خايف ده سهل تسيطر عليه و ده هو الحيوان المثالي لحكم الطواغي.... تقوله يمين يقول امين و تقوله شمال يقول.... امين برضه.
من الأخر علشان ابتديت ازهق (عم ارويل هو اللي زهق) الثور مسك و اتزبط و اتسيط و الحيوانات الشرفاء حواليه بتزيط.
و اول حاجة عملها انه قفش الحيوانات اللي حيخربوها كما يدعي الشرفاء و حبسهم و مش بس كدة ده كمان سمح للبني ادم انه يرجع يبات في المزرعة و ده بعد ما حصلت وسايط لرب السما من اصحاب المزارع اللي حواليهم و "احنا حنساعدكم و نقف معاكم و نسندكم بس خلوه يرجع ينام في المزرعة ده برضه بني ادم عجوز و غلبان"... و بكدة يا ولاد تبقي المزرعة رجعت زي زمان.... مش مزرعة الحيوانات ... لا رجعت مزرعة ال....... كملوها انتم بقي..... اسهلهلكم... يعني من الاخر رجعت زي زمان .... استنوا التفاصيل بقي في الحدوتة الجاية ، ما هي الحواديت ما بتخلصش.
و قام عم ارويل يقوم و يمشي بس لقي علي خِلقنا سهم الله و كل واحد مخه اشتغل رجع يفكر في الثورة و يرسم خطوط متصلة بالحدوتة و راح في سكة اليأس و البكا عاللبن المسكوب و كدة يعني... فشكلِنا صعبنا عليه ... قام انتخ لورا كدة شوية و انجعص في الكرسي و سحب نفس أخير من الشيشة التفاح (اااه تفاح) و بصيلنا و قال:
متزعلوش اوي كدة... اليأس ده علشان انتم عجزتم و فاكرين إن يا إما انتم اللي حتصلحوها يا إما عمرها ما حتتصلح... يأخي هأو... ما انتم جيلكم اللي خربها و نيلها بستين نيلة... علي العموم. و من الاخر كدة.. مش انتم اللي حتصلحوها... انتم ناسيين ان في اجيال صغيرة وعيت علي الدنيا و مفيهاش غير الظلم ... بس عكسكم ... الاجيال دي انتفضت و رفضت الظلم و نزلت الشوارع و ثارت... قرأت و فهمت و اتحركت... هما دول بقي اللي حيصلحوها و يبنوها... انتم بقي فتعالوا جنبي هنا و انتخوا و سيبوهم في حالهم لأن هما ادري و اوعي... و بعدين يا دغف منك له (يا سيدي ايوة ارويل قال يا دغف ... مالك انت ... ولا اللي علي راسه بطحة؟!) يا دغف منك له ده مستقبلهم هما... انتم سيبتولهم الحرامي ٣٠ سنة و بعديه جيبتولهم الفاشي و دلوقتي جيبتولهم ال.... سيبوهم بقي المرة دي يجيبوا اللي هما عايزينه... سايق عليكم النبي تحلوا عن نافوخ ابوهم و تسيبوهم ده مستقبلهم هما (اه... ارويل قال سايق عليكم النبي... ارحمني بقي... ده كل اللي فرق معاك في الحدوتة؟؟؟؟؟) ولا اي اندهاشة.
توقيع:
علي حسني