الأحد، أكتوبر 23، 2011

إنا حر ... أخيرا... لَا .... لسة....

حاحكيلكم حدوتة توتة و كمان ملتوتة... و أنا واثق أنكم حتفهموها.... صلوا علي النبي... كان في اسدين في جنينة الحيوانات واحد عجوز شوية و واحد اصغنن منه و كأي اسود مولودة في جنينة حيوانات بتبقي الحياة في القفص.... و القفص بيبقى هو الحياة... اكلهم بيجيلهم في ميعاده و هما نايمين طول النهار و الليل و آهه ماشية... و هما علي فكرة كان شكلهم بيخوف و صوتهم بيهز الجنينة كلها... اسود بقي... الملك... الليث... الغضنفر... ممكن اكمل باقي الأسامي لو قاعدين فاضيين لبكرة... ما علينا... هما عمرهم ما عرفوا ليه الكل بيخاف منهم!! هما عمرهم ما آذوا حد (و بيني و بينكم هما ما يعرفوش انهم ممكن يأذوا حد و لا حتي يعرفوا ازاي) هما كل اللي يعرفوه انهم يأكلوا اللحمة المتقطعة جاهزة اللي بيوكلهالهم الحارس (و على فكرة عمر ما كان الاكل كفاية)... في يوم وقف عصفور جنب قفصهم و ابتدأ يلاغي الاسود و يكلمهم... الاسد العجوز كان مطنش و مشتري دماغه و العصفور قاعد يتكلم و يحكي عن باقي المناظر في الجنينة و برة الجنينة و عن الحرية اللي بيتمتع بيها و ازاي هو حر يطير من غصن لغصن و من شجرة لشجرة و من جنينة لجنينة... كل ده و الاسد العجوز مصدر الطارشة... انما الاسد الصغنون فكان رامي ودن و مركز في حواديت العصفور ... ده حتي ابتدي يسأل العصفور أسئلة عن الحياة برة القفص و ايه هي الحرية اللي بيتكلم عنها دي... و العصفور بصراحة كان خدوم و جدع و انسجم هو و الاسد الصغنن و بقوا اصحاب... انما الاسد العجوز فكان مع نفسه ... مادام اكله و نومته متوفرة فخلاص هي دي عيشته و أهي ماشية... انما الاسد الصغنن فابتدأ يحلم و يتخيل انه حر و عايش طليق زي العصفور اللي حكاله الحواديت دي كلها... انما يخرج ازاي من القفص!؟ يهرب؟ صعب... و حتي لو هرب حيروح فين؟؟؟ العصفور كان حكاله انه مرة كان طاير و وصل مكان كبير و أراض واسعة فيها اسود و نمور و حيوانات كتير كلها بتتحرك بحرية و مش محبوسة في أقفاص ... الاسد الصغنن عجبته الفكرة و ابتدأ يحلم انه عايش مع الاسود الاحرار برة القفص... ده كان حلمه و قعد يمخمخ مع العصفور صاحبه عن طريقة للخروج من القفص الي الحرية... كل ده و الاسد العجوز بيضحك علي أحلامه و بيقوله يعقل و يرضي بنصيبه .... نصيبه اللي هو باقي الأكل اللي بيفضل من الاسد العجوز (اصل المقامات محفوظة ... الصغير يأكل بعد الكبير) و باقي نصيبه اللي هو الركن الضلمة في القفص (اصل العجوز كان وأخد الأركان الحلوة المنورة) المهم... الخطة اتخمرت و جهزت... الاسد الصغير ابتدأ يعلي صوته و كل يوم يعمل دوشة ... و ابتدأ يروش علي الحارس كل يوم وقت الأكل او التنضيف ... كل يوم علي كدة ... لحد ما إدارة الجنينة خافت و كشت و قلقت ليحصل مصيبة و الاسد يهجم علي حد و ياذيه و ساعتها الجنينة ممكن تتقفل و يتسرحوا كلهم و يتقطع عيشهم... لحد في يوم الاسد الصغنن كان عامل الدوشة بتاعة كل يوم و لقي جو لبش و قلق حوالين القفص و ناس كتير متجمعين و قبل ما يفهم ايه اللي حصل حس بشكة... لامؤاخذة في المؤخرة و قبل ما يروح في النوم سمع الحارس بيقول : اهو نخلص من دوشته و يمكن يهدي لما يعيش برة القفص... ودي كانت اخر حاجة سمعها و راح في النوم و ابتدأ يحلم ... برة القفص.. يعني حيبقي حر... طليق زي ما العصفور قاله... و ابتدأ يحلم ان حياته حتتغير و حيتحرك من مكان لمكان و حيختار المكان اللي يعيش فيه... و يأكل اللي هو عاوزه وقت ما هو عايز... حرية بقي...
(العصفور كان حكي للأسد انه هو اللي بيوكل نفسه بنفسه... يعني مفيش حارس و لا اكل)
فكر في عقل باله.. مفيش مشكلة هو صغنن و مخه شغال و صحته بمب فأكيد يقدر يوكل نفسه ولا الحوجة للحارس او غيره... كل ده و هو نايم بيحلم... فاتت شوية و ابتدأ يصحي... بص حواليه لقي اسود تانية كتير... بص شوية كمان ملقاش قفص ... قلبه دق جامد قوي من الفرحة... أخيرا برة القفص ... أخيرا حر... ياه ده إحساس الحرية ده حلو بشكل.... و لقي العصفور صاحبه بيدور عليه و لما لقاه ابتدئ يحكيله عن الاحساس الجميل بالحرية و ازاي انه نجح في الخروج من القفص و مستحيل يرجعله تاني بعد ما بقي حر طليق... و لسة حيخلص الجملة لقي عربية نص نقل فيها واحد لابس زي الحارس اللي فات و لقاه برضه بيرمي لحمة متقطعة و الاسود كلها بتجري تأكل منها (و برضه الكبير كان بيأكل الاول و الصغير في الاخر ياكل اللي فاضل ..ده لو فضل حاجة) وقف متنح مش فاهم حاجة!!! ايه اللي بيحصل؟؟؟ ازاي؟ أمتي؟ فين؟ مين؟ كان مذبهل ... العصفور صاحبه ابتدأ يفهمه الحقيقة ... المرة... و هي انه مش حر هو مجرد أتنقل من حديقة حيوانات مقفولة وودوه حديقة حيوانات مفتوحة... الاسد بصله و هو مش فاهم حاجة... العصفور شرحله ... ببساطة انت خرجت من القفص الصغير... بس دخلت القفص الكبير. هنا الاسد فهم و اكتئب... و قال خلاص الحرية حتفضل حلم و ده آخرها...
انما العصفور ابتدئ يحكيله عن مكان مش بعيد قوي ... لا هو جنينة مقفولة و لا هو جنينة مفتوحة انما هو المكان الحقيقي اللي كل الحيوانات فيه فعلا حرة .... الناس بتسميه الغابة... و هو العيشة فيها صعبة و احيانا خطرة و فيها خناقات بين الحيوانات و ساعات القوي بيأكل الضعيف... بس كلهم أحرار... و علي العموم انت اسد يعني انت حتكون الاقوي ... الاسد ابتدأ يحلم تاني بالحرية ... و افتكر الاحساس الجميل اللي حس بيه قبل ما يتصدم و  يكتشف موضوع القفص الكبير اللي أتنقل ليه... اااه كان إحساس جمييييل... الحرية فعلا طعمها حلو .. و دي حتي كانت حرية مضروبة فما بالك بقي بالحرية الاصلي... و فاق من الحلم مقرر انه مش حييأس و لازم يكمل المشوار للحرية و ابتدأ هو و العصفورة التخطيط ... ازاي يخرج من هنا و يوصل الغابة؟... ازاي؟ ... ازاي؟
ما تفكروا معانا بدل مانتم قاعدين تقروا و متنحين كده.... ازاي؟ ... ازاي نوصل للحرية؟؟؟

توقيع:
المهلوس