الأحد، أكتوبر 09، 2011

أنا مصري برة بس مش مصري براني... ومن حقي انتخب...


عشت طول عمري في مصر ولكن أول مرة اصوت في إنتخابات كانت لما عشت برة مصر... حاجة تكسف.... دولة ذي مصر تاريخها عريق وقديم ولكن اولادها لا ينتخبوا ....ليه؟ (لحد إستفتاء ما بعد الثورة)
لأن الجميع كان مقتنع إن صوته لا يؤثر ولا يطلع ولا ينزل ولا يودي ولا يجيب.... واللي الحكومة عايزاه يكسب (أل يعني كسب فعلاً .... الحقيقة هو هيكسب فلوس دة أكيد)  هيكسب ويمسك الكرسي سواء كرسي في مجلس الشعب أو الشورى (إلي ذي قلته) أو حتى الرياسة ... المهم... لما مريت بتجربة الانتخاب برة مصر اكتشفت انها حاجة حلوة وكويسة ومش عيب ومش حاجة حرام اني اختار ....
الاختيار كلمة قصيرة و صغيرة لكن تأثيرها رهيب... أنا لا أتذكر اني في مصر مارست حقي في الاختيار بالصورة المطلقة اللي شفتها في بلد الفرنجة...
عندهم اختيارات معينة كانت غريبة اني مجرد أسمع عنها... مثل:
إختيار الدين... في ناس كتير هنا اختارت دينها ... دي كانت حاجة جديدة ... في اختيارات أخرى مكن اتفهمها أكتر مثل: إختيار التعليم وتوقيت التعليم بمعنى إن الطالب ممكن يدخل الكلية اللي عاوزها طالما هو يصلح أكاديميا لأنه هو كمان اللي هيدفع مصاريفها.... وممكن يأجل سنة دراسية من غير أمه متنتحر وأبوه يتشل بعد ما يقتله.... و دة مثال على الاختيارات اللي بيمارسوها هنا... وفي اختيارات شخصية كثيرة .....
وبعدين والأهم وهو ده موضوعنا، الناس هنا بتختار بدءًا من حاكم الدولة ومروراً بنواب المجلس ووصولاً للمحافظين وحتى العمدة بتاع مدينتنا....
في الغرب في عيوب كتير وفي مزايا كتير بس كلها تقريباً مبنية على ألاختيارات إلي بنعملها.... وعلى فكرة موضوع الاختيار دة صعب جداً... لأن معناه إننا على طول بنعمل اختيارات وبنتخذ قرارات.... ودي مسؤلية كبيرة ...علشان كدة حكومتنا في مصر كان قلبها علينا فوفرت علينا مجهود إتخاذ القرار... وحرمتنا من الاختيار.... في كل حاجة ماعدا
إختيار فودافون ولا موبينيل ولا إتصالات..... نرجع لموضوعنا....
الاختيار واتخاذ قرارات فعلاً صعب لأنه هيكون قرارك و إنت المسؤول عنه و عن تبعاته.... يعني علشان تختار لازم تكون مستعد تتحمل نتائج الاختيار طالما دة كان قرارك... علشان كدة لم جينا ننتخب برة و بما إن تجربة اختيار اللي يحكمنا كانت جديدة علينا فكان لازم نجهز لها كويس .... حاجة جديدة بقى...... وخصوصاً إن الاختيار ده قرار حنعيش نتيجته لسنين قدام...على الأقل أربع سنوات لحد الإنتخابات الجاية.... فاستعدينا ...ازاي؟ أقولك....
قرأنا عن الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية وعرفنا برنامج كل واحد فيهم... وبعدين عملنا مقارنة بين البرامج السياسية وشفنا من أكتر برنامج يصلح للي احنا عايزنه واللي من وجهة نظرنا هيخدمنا ويخدم البلد أكتر... يعني من الاخر مصلحتنا مع مين... بالبلدي كدة.... اللي هيخدمني هو اللي ياخد صوتي... (مش نظام مصر قبل الثورة ... إن أنا اخدم اللي أخد صوتي حتى من غير مدهوله)
وبرضه علشان كنا جداد في البلد فسألنا الناس هنا عن تاريخ الاحزاب دي في حياة البلد السياسية... ومين كان أحسن من مين ومين نجح ومن فشل في تحقيق أحلام الناس...
و يعني أيه حزب ليبرالي وايه حزب محافظين وأيه حزب أخضر ...اه وأيه هو باءة الحزب الوطني الديمقراطي  ...اه والله في حزب هنا إسمه كدة... بس سبحان الله حاجة تانية خالص.... يعني المشكلة مش في الإسم ..... المشكلة في من شوهوا معنى الاسم و غيرو مفهومه عندنا .... وكمان ذي ما الاحزاب مهمة برد لازم نعرف مين رؤساء الاحزاب دي وخلفيتها أيه؟ المهم في الناس دي هو مدى قدرتها على تنفيذ برامج احزابهم... والتعامل مع الأحزاب الاخرى... وكدة يعني...  وفعلاً مفيش إنتخابات حصلت إلا واحنا بننتخب ...مسبناش يا باشا....
الخلاصة إن الناس في مصر دلوقتي كلهم بيتكلموا سياسة وكله فاهم و اللي مش فاهم بيحاول يفهم.... حجة إن الناس غير قادرة وغير مؤهلة دة كلام فارغ.... لو توفرت السبل والسياسات إلي تضمن نزاهة الانتخابات  كل واحد سوف يؤدي دوره ويحافظ على حقه في الاختيار... يعني على الطريق الصحيح...
أي مواطن من حقه إنتخاب من يمثله في بلده... 
احنا بقى اللي برا مصر أيه موضوعنا؟ ماهو برضه من حقنا ننتخب اللي هيحكم بلدنا طالما القانون يعترف بنا كمواطنون مصريون يبقى لابد أن نأخذ حقوقنا كاملة و علينا أن نقوم بواجباتنا كاملة و مسؤليتنا إختيار من يحكمنا..... احنا مصريين برة مصر...اه... لكن مش مصريين براني....

توقيع:
المهلوس