انا محمد او زي ولاد الحلال ما بيندهولي عم محمد و ساعات عم احمد.... مش فارئة ماهو كلها اسامي سيدنا النبي...
لو بتقروا الكلام ده فمعني كدة انني مت فلازم وحياة اغلي عزيز عندكم تعرفوا ان دي وصيتي و ربنا يكرمكم تنفذوا اللي فيها لو امكن... و علي فكرة هي حاجات مش صعبة او مستحيلة... دي حاجات عادية يعني ولا مؤاخذة...
اعرفكم بنفسي الاول لجل ما يبقي البساط احمدي...
انا محمد او احمد مش فارئة... سني ٣٠ او ٤٠ سنة و برضه مش فارئة... انا متعلم ثانوي صناعي بس برضه التعليم من عدمه مش فارئة...
كنت شغال عامل في مصنع و لا مؤاخذة بعقد مؤقت و كان الباشمهندز صاحب المصنع كل كام شهر يمشينا لما العقد يخلص و بعديها بشهر نرجع بعقد جديد... كنت انا و شباب كتير شغالين معايا كدة.... عمري مافهمت ليه الغلبة دي!!؟ لحد ما واحد من الشباب فهمني... الموضوع له علاءة بالتأمينات او حاجة زي كدة ... المهم الباشمهندز بيوفر مصاريف كتير اوي بالطريقة دي.
عالعموم نحمده شغالين و عايشين.
كنت مأجر أوضة تحت سلم عمارة شرك مع اتنين زمايلنا جايين من الارياف... الاوضة الصراحة كانت تغم النفس، متر في مترين ولا منفد هوا و لا يحزنون بس الحمدالله سترانا و لمانا... دورة المياة ولا مؤاخذة كانت عالسطح و الصراحة كانت نضيفة و زي الفل لأن ام سماح اللي ساكنة عالسطح مراعياها... اصل ولا مؤاخذة كنا بتاع ٣ -٤ اوض اللي بنستخدم نفس الدورة... كلهم عالسطح ما عدا احنا بس اللي تحت السلم.
الحياة الف حمد وشكر ليك يا رب كانت ماشية و عايشين نحمده....
لحد ما ربنا ابتلا واحد من الشباب بمرض والعياذ بالله هد حيله و رقد في الاوضة... خدناه مستوصف الجامع اللي في اخر الشارع و الدكتور قال مفيش فايدة.... و الشاب راح فطيس.... الله يرحمه و معرفناش فين اهله عشان نبلغهم و يدفنوه ... اصله كان كتوم اوي الله يرحمه... المهم اهل الخير في الجامع قاموا بالواجب و دفنوه مكان ما الغلابة كلهم مدفونين...
اتاري ايه المرض اللي عند الشاب ده ولا مؤاخذة كان مُعدي و لطّني... نفس الكحة و كرشة النفس و حاجات كتير... اول ما حسيت بيه افتكرت اللي قاله دكتور المستوصف انه لو كان الشاب الله يرحمه جاله بدري و في اول العيا كان ممكن الدوا يشتغل و يخف... فجريت جري علي المستشفي العام بتاع الحكومة... ووصفولي دوا.... رحت المصنع لجل ما فّهم الباشمهندز انني عيان و محتاج كام يوم علاج و لو ممكن يساعدني في العلاج لو امكن... يلا ربك يسامحه و يسامحنا معاه... طردني و قاللي عقدك خلص بس ربنا يكرمه قالي لما تخف حنبقي نرجعك تاني و عطاني عشرة جنيه و هما دول اللي جابولي الدوا ربنا يكرمه... ابتديت اخد الدوا و لكن بعد ما العلبة خلصت لسة التعب هوا هوا و يمكن زاد التعب شوية و هدة الحيل كسرتني و لا مؤاخذة... رجعت المستشفي و دخلوني ربنا يكرمهم و شافني الدكتور و قالي الدوا من غير غذا ما ينفعش... اصله معرفش ان المصنع رفدني و الفلوس خلصت و حتي الاوضة مش راجعها تاني فالغذا حيجي منين و لا مؤاخذة .... دلوقت ماليش غير ربنا و المستشفي...
الحمدالله حجزوني بالمستشفي و الدكتور اللي دخلني قاللي ممكن بالعلاج اخف و هو اللي دخلني المستشفي الله يكرمه... هو مكانش في سرير صحيح بس واحد ابن حلال كان عامل عمليه و حالته بتتحسن رضي الله يكرمه يشركني في سريره.... و الدكتور وصفلي الدوا و غذا... حمدت ربنا ان كله حيبقي تمام و انشأ الله حاخف و كله يرجع زي الاول و احسن...
المستشفي كانت و العياذ بالله وسخة اوي ... عمرهم ما كنسوها ولا مؤخذة و دورة المياه و العياذ بالله ...
و الباش ممرضة مرة تجيب الدوا و الغذا و عشرة لا و نجري كلنا وراها لجل الدوا و في الاخر فهمت انها الله يسامحها بتاخد الدوا تبيعه للعيانين او برة المستشفي... لولا ان كان في ممرضة ربنا يكرمها بيقولولها ابلة مني كانت بتدينا الدوا و بتعامل ربنا ... والله كانت الوحيدة ربنا يكرمها.... و في دكتور تاني كنا بنشوفه مرة كل كام اسبوع و كان ربنا يكرمه بيكشف علينا برضك...
لما تعبت مرة اوي وملاقيتش حد يغيتني و قدرت اوصل للباشا مدير المستشفي و عم سيد اللي علي باب الاوضة عمل نفسه مش شايفني و دخلت المكتب و حكيتله ان التعب زاد اوي و ان الدوا نقص اوي و الغذا راح خالص و مانسيتش اقوله ان دورة المياة وسخة اوي.... و الصراحة الراجل سمع و نادي الدكتور الله يكرمه اللي شافني كام مرة و رطنوا مع بعض بس مش بالعربي و كلام كتير و في نهاية الكلام الباشا المدير قاللي ارجع سريرك دلوقت واحنا حنحل الموضوع.... قلتله يا باشا ده السرير شرك مع عيان تاني... قاللي ارجع دلوقت و احنا حنحل الموضوع ده كمان.... رجعت.
يومها بالليل عطوني الدوا و نمت.... صحيت لقيت نفسي بردان و نايم علي الرصيف قصاد المستشفي...
ازاي وامتي ده حصل و ليه ده انا لسة تعبان ...طب و الدوا!!؟؟ لما قدرت اقف علي رجلي وقفت عالبوابة و الحاج حسين عالباب قالي امشي انت ممنوع تدخل المستشفي و الدكتور المدير بيقولك علاجك مش عندنا و روح مستشفي تاني...
مستشفي تاني فين؟ و ازاي اروح و انا حافي و عريان و مفلس.....!؟؟؟
من هدة الحيل قعدت عالرصيف ... حد ابن حلال عطاني قماشة قديمة فرشتها تحتية.... و عدا يوم و مفيش لقمة و لا دوا مفيش غير شربة مياه من كوز جابهولي واحد بيمسح جزم فارش عالناصية... ربنا يكرمه شاب جدع... و عشان كدة ربنا كرمه بيمسح الجزمة بجنيه... في ناس عطتني علبة عصير و ستات بتبعت عيالها يعطوني ربع جنيه و ساعات لقمة عيش... و كل ماسأل عم حسين عالبوابة يقوللي مالكش دخول غور بقي...
مش حاحكي كنت باصّرف فين ولا مؤاخذة ... ماهو مفيش دورة مياه في حتة و من هدة الحيل معدتش باتحرك... و ربنا ما كنت باشحت ولا بطلب حاجة من حد و لا عايز حاجة من حد.... ربك هو اللي بيعطي و هو اللي بيبتللي و هو اللي بيشفي و بيرزق.
كفاية كدة لحسن تعبت و نفسي راح.... و مش عارف بقالي كام يوم عالرصيف... و خلاص مش فارئة... بس لو ممكن طلب صغير اوي، لو ممكن وحياة سيدنا النبي لو حيتكتبللي اتغسل و اتكفن لزوم الدفنة مع الغلابة فلا مؤاخذة لو ممكن يعني ان الكفن يكون قماشه تقيل شوية و تلفوه لفتين تلاتة علي قد ما تقدروا ربنا يكرمكم... اصل البرد كان شديد... شديد أوي.
قصة خيالية.... من الواقع.
توقيع:
علي حسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق