الجمعة، يونيو 24، 2016

هو أفندي كدة... باين عليه العظّمة

- أعصري مخك يا زينب، تقدري توصفيه يا زينب؟؟
- هو أفندي كدة... باين عليه العظمة
ده مشهد خطر علي بالي من مسرحية أنا و هو و هي، بطولة فؤاد المهندس و شويكار.

ايه اللي يخليني افتكر مشهد كوميدي من مسرحية قديمة؟
يعني اللي احنا عايشينه ده مش هو واقع كوميدي؟ ده كوميديا سوداء اه بس كوميديا..
ماشي، بلاش فلسفة و حاقولكم ليه افتكرت المشهد ده...

كلنا شفنا الاخبار بتاعة انفصال انجلترا عن الاتحاد الاوروبي، صح؟
يعني انجلترا لمت هدومها و خدت صيغتها و هدوم العيال و كام حتة من عفش البيت و خرجت جري من عش الزوجية الاوروبي.
الحقيقة هي خسرت كتير في اول يوم من الانفصال ده، عُملتها اتضحضحت، الاسترليني نزل بتاع ١٠٪ و لكن "اصون كرامتي من قبل حبي'

الفكرة بقي، ان اللي حصل ده هو اقوي و اجمد تعبير عن الديمقراطية في أبهي صورها... و خللي في بالك ان دي دولة بلا دستور مكتوب، يعني محدش حيقعد يقولك الدستور بيكفل الحق ده و بلا بلا بلا...
لا مش الدستور يا كابتشن، ده حقك كمواطن في دولة بتحترمك كمواطن و نظام عارف انهم موظفين عند المواطن ده... عايز اشرح حتة صغننة مهمة...
الانفصال ده تم ازاي؟ حاجة بسيطة جدا... قرب قرب قرب .... قرب يا افندي، قرب يا استاذ، قربي يا مدام و انت يا انسة... ايوة اتجمعوا او حتي اتقسموا كدة و خشوا اكتبوا انتم عايزين ايه؟ 
- نفضل مع الاتحاد الاوروبي؟
- و لا ننفصل عن الاتحاد الاوروبي؟

بمنتهي البساطة، عملوا استفتاء... حتقوللي عادي و ايه المفاجأة ما احنا عملنا استفتاءات كتير قبل كدة... دي كانت لعبتنا في الكام سنة اللي فاتوا... حاقولك: مظبوط ... لعبتنا لعبتنا يعني... بأمارة الرز و السكر و الزيت و الجنة و النار و خلافه... و بعدين توقفنا عن الاستفتاءات ، ليه بقي؟ (حارجعلك في الحتة دي بعد شوية، استني متتحركش من هنا)

نرجع لانجلترا، كل فريق مؤيد لفكرته عمل حملة قوية و استقطب المشاهير المؤيدين له من كل انحاء و البلاد و حاولوا يقنعوا العباد ان رأيهم هو الصح و كدتشة يعني... الحكومة ذات نفسيتها كانت مع البقاء و ضد الانفصال... بس عافكرة يعني محدش وقف علي باب لجان الاستفتاء و قالهم ان الانفصال عيب و حرام او عدم الانفصال حيدخلهم الجنة ... فاهمين انا بلقح كلام علي مين؟ اكيد طبعا... ما علينا...

انجلترا من زمااااااااان حكمها مدني ديمقراطي و ده رغم انها ملكية و فيها ملكة و قصر و خدم و حشم.... و لكن رئيس الوزراء المدني هو الحاكم الفعلي للبلاد و العباد..(كان ضد الانفصال و لكن محبسشي بتوع الانفصال ولا علقهم من .... ). و مش محتاج اشرح نظام الانتخاب هناك... الفكرة انه منتخب من الشعب و عارف انه لما يكون في احتياج لقرار مصيري زي الانفصال ده يقوم يرجع للشعب (اللي مشغلينه) و هو عارف و معترف انه موظف عندهم و الناس كمان عارفين انه موظف عندهم... يعني علاقة عمل واضحة و صريحة... مش علاقة ابوية او روحانية او اي زفت..  هو موظف عند الشعب ... مفيش فيها ام فلسفة... موظف بياخد مرتب و يؤدي وظيفته و يحاسب لما يغلط... بيزنس اذ بيزنس يا خبيبي.

نعمل بقي لفة ١٨٠ درجة... يعني ادي ضهرك لأنجلترا و بص وركز في مصر...
مش حاحكي حواديت... حاتكلم عن موقف واحد، لا موقفين.. لا تلات مواقف... بصوا انا حاتكلم و زي ما تيجي...

اولها من اخرها: جزيرتين من اراضي البلد تم تقديمهم/بيعهم/التنازل/اي بتنجان و خلاص، المهم الريس المنتخب اداهم لبلد تانية. و مش عاوز يتكلم في الموضوع ده تاني. و عيب و ميصحش كدة و متصدقوش حد غيره... تصدق بالله... قول لا اله الا الله... الشعب معرفش بالموضوع غير بعد ما الطبخة تمت و اتاكلت و هضموا بعديها بشاي بالياسمين. 

وصلنا لكدة ازاي؟ من اول ما اعتبرنا اننا شغالين عند الريس المنتخب و انه بابا و ماما و انه المنقذ الاوحد و انه الاقوي و مفيش غيره فاهم كل حاجة و خبير في اي حاجة... و هنا بقي مفيش داعي للاستفتاءات و الكلام الفارغ ده و بطلنا نسأل الشعب او ناخد رأيه في المواضيع دي... ده هو طبيب الفلاسفة زي ما قالنا عن نفسه و هو اللي عارف علاج كل حاجة و لازم العالم كله يسمعله (مش هو اللي يسمعلنا)... و احنا صدقنا و هو مصدق و قراراته من دماغه و الشعب اللي بيشتغل عنده (مش العكس) المفروض يصقف و يهلل و يقول أمين و ١٠٠/١٠٠ يا بابا يا منقذنا و حامينا و محمينا و مليفنا و منشفنا... طويل العمر يطول عمره و ينصره علي من يعاديه... هاي هيه.

المهم بقي، صدقنا ليه انه سوپرمان و حينقذنا من أهل الشر؟ علشان خايفين... خايفين ليه؟ علشان هو قال لنا خافوا من أهل الشر فخوفنا.

المشكلة كلها ابتدت هنا: اننا معندناش نظام حكم مدني. احنا عندنا نظام حكم عسكري.
عسكري ازاي؟ امال الريس ابو بدلة شياكة ده و كرافتة يبقي ايه؟ مدني ولا مش مدني يا متعلمين يا بتوع المدارس.
هو اينعم البدلة المدنية ممكن نعتبرها مقياس علي مدنية الريس ( لأننا و لا مؤخذة سطحيين شوية)، ده ممكن و لكن التصرفات و اسلوب الحكم و القرارات و تجاهل الشعب و اتخاذ القرارات المصيرية بطريقة فردية و اقصائية هي المقياس الحقيقي لمدنية او عسكرية النظام الحاكم. 

العسكري مينفعش يكون مدني و ميعرفش يكون ديموقراطي و لا عمره ما كان و لا حيكون و حتي لو لبس بدلة عظّمة و زينب قالتلك انه افندي.

توقيع:
علي حسني